فصل: فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة الشعراء:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السّورة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فيه حديث أَبيّ الواهي: «مَن قرأَ سورة الشُّعراءِ كان من له الأَجر عشرُ حسنات، بعدد مَنْ صَدّق بنوح، وكَذَّب به، وهود، وشعيب، وصالح، وإبراهيم، وبعدد مَنْ كذَّب بعيسى، وصدَّق بمحمّد صلَّى الله عليه وسلَّم».
وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأَ هذه السّورة كان موته موت الشُّهداءِ، وله بكلِّ آية قرأَها مثل ثواب امرأَة فرعون آسية». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

مقصودها أن هذا الكتاب بين في نفسه بإعجازه أنه من عند الله، مبين لكل ملتبس، ومن ذلك بيان آخر التي قبلها بتفصيلهن وتنزيله على أحوال الأمم وتمثيله، وتسكين أسفه صلى الله عليه وسلم خوفًا من أن يعم أمته الهوان بعدم الإيمان، وأن يشتد قصدهم لأتباعه بالأذى والعدوان بما تفهمه سوف من طول الزمان، بالإشارة إلى إهلاك من علم منه دوام العصيان، ورحمة من أراده للهداية والإحسان، وتسميتها بالشعراء أدل دليل على ذلك بما يفارق به القرآن الشعر من علو مقامه، واستقامة مناهجه وعز مرامه، وصدق وعده ووعيده وعدل تبشيره وتهديده، وكذا تسميتها بالظلة إشارة إلى أنه أعدل في بيانه، أو أدل في جميع شأنه، من المقادير التي دلت عليها قصة شعيب عليه السلام بالمكيال والميزان، وأحرق من الظلة لمن يبارزه بالعصيان. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: طسم تلك الشعراء:

السّورة مكِّيَّة، إِلا آية واحدة: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} إلى آخره.
عدد آياتها مائتان وسبع وعشرون في عدّ الكوفىّ والشامىّ.
وست في عدّ الباقين.
كلماتها أَلف ومائتان وسبع وسبعون.
وحروفها خمسة آلاف وخمْسمائة وثنتان وأَربعون: الآيات المختلف فيها أَربع طسم {فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} {أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ} {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ}.
مجموع فواصل آياتها: مِلْن على اللام أَربع، آخرهنّ إِسرائيل وسميت سورة الشعراءِ لاختتامها بذكر هم في قوله: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ}.

.مقصود السّورة وجُلّ ما اشتملت عليه:

ذكر القَسم ببيان آيات القرآن، وتسلية الرّسول عن تأَخُّر المنكِرين عن الإِيمان، وذكر موسى وهارون، ومناظرة فرعون الملعون، وذكر السّحرة، ومكرهم في الابتداءِ، وإِيمانهم وانقيادهم في الانتهاءِ، وسَفَرِ موسى ببنى إِسرائيل من مصر، وطلب فرعون إِيَّاهم، وانفلاق البحر، وإِغراق القِبْط، وذكر الجَلَل، وذكر المناجاة، ودعاءُ إِبراهيم الخليل، وذكر استغاثة الكفَّار من عذاب النيران، وقصّة نوح، وذكر الطُّوفان، وتعدّى عاد، وذكر هود، وذكر عقوبة ثمود، وذكر قوم لوط، وخُبْثهم، وقصّة شُعيب، وهلاك أَصحاب الأَيْكة، لعبثهم، وتنزيل جبريل على النبىّ بالقرآن العربىّ، وتفصيل حال الأُمم السّالفة الكثيرة، وأَمر الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم بإِنذار العشيرة، وتواضعه للمؤمنين، وأَخلاقه اللَّينة، وبيان غَوَاية شعراءِ الجاهلية، وأَنَّ العذاب منقلَب الذين يظلمون في قوله: {وَسَيَعْلَمْ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.

.الناسخ والمنسوخ:

المنسوخ في هذه السّورة آية واحدة: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} العموم {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ} الخصوص. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

.قال ابن جماعة:

سورة الشعراء:
مسألة: قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ} وفي الأنعام والأنبياء {مِنْ رَبِّهِمْ} و{فَسَيَأْتِيهِمْ} و{فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ} تقدم ذلك في الأنعام.
وأيضا: فتقدم قوله تعالى هنا: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ} ناسب فسيأتيهم، أي: لا تقتل نفسك فسيأتيهم أنباء ذلك.
312- مسألة:
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا} الآية.
وفى الأنعام: {أَلَمْ يَرَوْا} بحذف الواو.
جوابه:
أن ذلك بالواو أشد إنكارا، فلما كان المرئى ثمة إهلاك من قبلهم وهو أمر غائب غير مشاهد، وكان المرئى هنا إحياء الأرض وإنبات أصناف النبات والشجر، وهو مرئي كل أوان مشاهد بالحس كان الإنكار بترك الاعتبار هنا أشد، فأتى بالواو الدالة على شدة الإنكار.
313- مسألة:
قوله تعالى: {فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ}.
جوابه:
المراد: الضالين عن الصواب فيها لا الضلال في الدين.
314- مسألة:
قوله تعالى: {وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} وفي الدخان: {وَزُرُوعٍ}.
جوابه:
أن كلا الأمرين تركوه، لأن مصر ذات زروع، والكنوز، قيل: ما كانوا يدخرونه من الأموال، وقيل: هي كنوز في جبل المقطم، وفيه نظر. والله أعلم.
315- مسألة:
قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59)} وفى الدخان: {وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28)}.
جوابه:
أنه حيث قال: بنى إسرائيل فلعله لما سكنوها بعد مدة طويلة من غرق فرعون، وذلك لما تهود ملك مصر، وقيل: إن الضمير في {أورثناها} راجع إلى النعم المذكورة، أي: أورثهم إياها في الشام لا في مصر. وحيث قال: {قَوْمًا آخَرِينَ} فهم قوم ملكوا مصر بعد فرعون وقومه. هذا هو الجواب الظاهر، فإنه لم ينقل قط أنهم بعد غرق فرعون رجعوا إلى مصر بل دخلوا في التيه، ثم دخلوا الأرض المقدسة. وقيل: إنه لما بسط ذكر القصة هنا وسمى موسى وهارون عليهما السلام ناسب تعيين بنى إسرائيل وتسميتهم في وراثة مصر.
ولما اختصر القصة في الدخان ولم يسم موسى عليه السلام فيها بل قال تعالى: {جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13)} فأتى باسمه مبهما، ناسب ذلك الإتيان بذكر بنى إسرائيل مبهما بقوله تعالى: {قَوْمًا آخَرِينَ} وهذا على رأى من يجعل الضمير {لجنات} مصر وزروعها وكنوزها، وفيه نظر كما تقدم.
316- مسألة:
قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70)} وفى الصافات: {مَاذَا تَعْبُدُونَ}.
جوابه:
أن {مَاذَا} أبلغ في الاستفهام من {مَا}، فقوله هنا:
{مَا تَعْبُدُونَ} له خارج مخرج الاستفهام عن حقيقة معبودهم، فلذلك أجابوه بقولهم: {نَعْبُدُ أَصْنَامًا}.
وأما آية الصافات فهو استفهام توبيخ وتقريع بعد معرفته لمعبودهم ولذلك تمم كلامه بما يدل على الإنكار عليهم، فقال: {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ} الآيات، ولذلك لم يجيبوه في آية الصافات لفهم قصد الإنكار عليهم.
317- مسألة:
قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ} كرر هو في: {يَهْدِينِ} و{يطعمنى} {ويسقين} و{يشفين} ولم يكرره في: {مرضت} و{يميتنى}؟.
جوابه:
من وجهين:
أحدهما سلوك الأدب في إضافته المحبوب والنعمة إلى الله تعالى وسكوته عن المكروه من المرض والموت وإضافته إلى نفسه.
والثاني: أن الإطعام والسقى والشفاء قد يضاف إلى الإنسان، فيقال: فلان يطعم فلانا ويسقيه، فأراد أن الله هو الفعال لذلك، وأكد الحصر بقوله هو.
318- مسألة:
قوله تعالى في قصة نوح عليه السلام: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} كرره دون سائر القصص في السورة؟.
جوابه:
لعله والله أعلم لطول مدة تبليغهم وأمرهم بالإيمان والتقوى، فقرر ذلك لذلك.
319- مسألة:
قوله تعالى في قصة صالح عليه السلام: {مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} وفي قصة شعيب عليه السلام: {وَمَا أَنْتَ} بزيادة الواو.
جوابه:
أن قولهم لصالح {مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} هو بدل من قولهم: {إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} فلم يغلظوا له، ولا اقترحوا عليه آية.
وقوم شعيب في خطابهم غلظ عليه وشطط، واقتراح ما اشتهوه من الآيات، فقولهم: {وما} جملة ثانية معطوفة على ما قبلها، فعابوه بأنه من المسحرين، وبأنه بشر مثلهم، وأنه من الكاذبين، واقترحوا الآية عليه، فناسب كلام صالح أوله، وأول كلام قوم شعيب وآخره. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

المتشابهات:
قوله: {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ} سبق في الأَنبياءِ.
{فَسَيَأْتِيهِم} سبق في الأَنعام، وكذا {أَلَمْ يَرَوْاْ} وما تعلَّق بقصّة موسى وفرعون سبق في الأَعراف.
قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} مذكور في ثمانية مواضع: أَوّلها في محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم، وإِن لم يتقدّم ذكرُه صريحًا، فقد تقدّم كناية ووضوحًا، والثانية في قصّة موسى، ثمَّ إبراهيم، ثم نوح، ثم هود، ثم صالح، ثم لوط، ثم شُعيب.
قوله: {أَلاَ تَتَّقُونَ} إِلى قوله: {العَالَمِيْنَ} مذكور في خمسة مواضع: في قصّة نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشُعيب عليهم السّلام.
ثمَّ كرّر {فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} في قصّة نوح، وهود، وصالح فصار ثمانية مواضع.
وليس في ذكر النبىّ صلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ}؛ لذكرها في مواضع.
وليس في قصّة موسى؛ لأَنَّه ربَّاه فرغون حيث قال: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِيْنَا وَلِيْدًا} ولا في قصة إِبراهيم، لأَن أَباه في المخاطبين حيث يقول: {إِذْ قَالَ لأَبِيْهِ وَقَوْمِهِ} وهو ربَّاه، فاستحيا موسى وابراهيم أَن يقولا: ما أَسأَلكم عليه من أَجر، وإِن كانا منزَّهَيْن من طلب الأَجر.
قوله في قصّة إِبراهيم: {مَا تَعْبُدُوْنَ} وفي الصافات {مَاذَا تَعْبُدُوْنَ} لأَنَّ ما لمجرّد الاستفهام، فأَجابوا فقالوا: {نَعْبُدُ أَصْنَامًا} و{ماذا} فيه مبالغة، وقد تضمّن في الصّافَّات معنى التوبيخ، فلمَّا وبَّخهم ولم يجيبوا، زاد في التوبيخ فقال: {أَإِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} فجاءَ في كلّ سورة ما اقتضاه ما قبله وما بعده.
قوله: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} زاد {هو} في الإِطعام، والشِّفاءِ؛ لأَنهما ممَّا يدَّعى الإِنسان، فيقال: زيد يُطعم، وعمرو يداوى.
فأَكد؛ إِعلامًا لأَنَّ ذلك منه سبحانه وتعالى لا من غيره.
وأَمَّا الخَلْق والموت، والحياة، فلا يدَّعيها مدّع، فأَطلق.
قوله في قصّة صالح: {مَآ أَنتَ} بغير واو، وفي قصّة شعيب: {وَمَآ أَنتَ} لأَنَّه في قصّة صالح بَدَل من الأَول، وفي الثانية عطف، وخُصَّت الأُولى بالبدل؛ لأَنَّ صالحًا قلَّل في الخطاب، فقللوا في الجواب وأَكثر شعيب في الخطاب، فأَكثروا في الجواب. اهـ.